الاثنين، 2 فبراير 2015

نحو تحقيق وحدة وطنية حقيقية في مصر




شهد الاسبوع الماضي ملحمة تاريخية تجسد الواقع الجديد الذي يعيشه الوطن بعد ثورة 30 يونيو 2013 .. ففي اليوم الثالث من هذا الشهر حضر الرئيس / عبد الفتاح السيسي احتفالية الازهر الشريف بالمولد النبوي و ناشد علماء الازهر بضرورة العمل على تغيير الخطاب الديني بما يتلاءم مع التطور في الافكار و المعتقدات التي بات يعتنقها الكثير من شبابنا ما بين التطرف و الإلحاد و يطالبهم بنشر الفكر الوسطي و القويم الذي قام الإسلام الصحيح على أساسه و انتشر بعد ذلك من خلال المبادئ التي أرساها و التي تدعو إلي الاعتدال و عدم اللجوء إلي التطرف او الغلو في الدين.... و بعد أربعة أيام و في اليوم السابع من نفس الشهر يشارك الاخوة المسحيين في عيد الميلاد المجيد في اول زيارة من نوعها إلي الكاتدرائية المرقسية في العباسية لتهنئة البابا و الاقباط بعيدهم السعيد... و كم كانت سعادتنا جميعاً بهذة اللفتة الكريمة من قائد يعرف جيداً أين تقوده خطواته بعد أن أصبح متمكناً من معظم أدواته لتوجيه دفة البلاد إلي بر السلام و الأمان.
ولقد كنت دائماً أشارك اصدقاتي الاقباط أعيادهم من خلال اتصالات تليفونية معهم عقب الانتهاء من صلواتهم و لم أكن اذهب إلي كنائسهم لمشاركتهم تلك الاحتفالات ..إلا ان هذا العام و بحكم كوني احد قيادات حزب حماة الوطن الذي يرأسه الفريق / جلال الهريدي مؤسس قوات الصاعقه شاركت في هذة الاحتفالات هذا العام...و لاأخفي عليكم انني كنت اعتقد ان تلك المشاركة سوف تكون روتينية و في إطار الدعاية الانتخابية للحزب فقمت بمفردي دون ضجيج إعلامي بالتوجه إلي إحدى الكنائس بمنطقة مصر الجديدة حيث شعرت بالحفاوة و المحبة التي تسود المكان من جميع الذين تقابلت معهم مسيحين و مسلمين و وجدتني اتنقل بكل سعادة و انبهار بهذا الالتفاف الشعبي الحقيقي البعيد عن تحقيق اي مكاسب إعلامية او دعائية بين عدد من الكنائس حتي وصلت إلي منطقة شبرا و كان خبر حضور الرئيس إلي مبني الكاتدرائية قد تم اعلانه على الحاضرين فسمعت و شاهدت دوي و هدير التصفيق و الترحيب و التأييد لهذا الرجل الذي وهبه الله نعمة القبول من ابناء هذا الشعب خاصة البسطاء منهم...حقاً كان دفء المشاعر اقوى بكثير من برودة الطقس في هذة الليلة الجميلة.
ومرة اخري كان لرجال الشرطة الاوفياء القول الفصل في ضرورة ان يحتفل الاخوة الاقباط باعيادهم في سلام و امان حتي ولوكان ذلك على حساب سلامتهم و امانهم الشخصي فهاهو الشهيد المساعد أول / عيد فهيم يونان و الشهيد الرقيب / محمد ابوزيد - ونلاحظ هنا أن الأول قبطي و الثاني مسلم - ، فرصاص الغدر و الخيانة لم يفرق بينهما ... بل سوف يجمعهما باذن الله في جنة الخلد ..كان الشهيدين مكلفين بحراسة كنيسة مارمرقس في المنيا حيث اغتالهما مجهولون كانوا على دراجة بخارية...و في اليوم التالي يستشهد الرائد / ضياء فتحي وهو يحاول ابطال مفعول عبوة ناسفة بمنطقة الطالبية بالجيزة كان تستهدف محطة وقود لإحداث أكبر قدر من الخسائر بين العباد....
- نعم كان الشرطة حاضرة برجالها و شهدائها لتأمين تلك الاحتفاليات و دفعت مقابل ذلك ثلاثة من أعلى رجالها ..هم حالياً احياء عند ربهم يرزقون و ذلك لكي ينعم اهلنا من الاقباط بتلك اللحظات السعيدة التي ينتظرونها كل عام .
- و برغم شعوري بالسعادة لفرحة الشعب الحقيقية هذا العام ...مسلمين بمولد رسولهم الكريم محمد صلي الله عليه و سلم...ومسيحين بعيد الميلاد لرسول السلام عيسى ابن مريم..إلا انني كنت حزيناً على هؤلاء الشهداء الابرار و استرجعت مقالاُ بتاريخ 2/7/2014 عن تفجيرات الاتحادية أشرت فيه ان المعركة القادمة سوف تكون مع العبوات الناسفة و سوف يتفنن الجبناء في تطويرها و اننا لابد ان نكثف الدورات التدريبية للضباط العاملين في هذا المجال بحيث تتواكب تلك التدريبات مع التطور النوعي في تصنيع تلك العبوات الناسفة...وضرورة توفير المعدات و اجهزة كشف و ابطال العبوات الناسفة عن بعد و الاستعانة بالخبرات الاجنبية المتميزة في هذا المجال من دول العالم المختلفة ..هذا بالاضافة إلي ضرورة مراجعة الاجهزة التي تم استيرادها مؤخراً للتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة حالياً للتعامل مع تلك المتفجرات ، و ذكرت ايضاً في هذا المقال أن المواجهة القادمة سوف تكون بين رجال الشرطة الشرفاء و بين العبوات الناسفة و الالغام و المتفجرات ..و هي مواجهة غير شريفة للأسف عنوانها الخسة و الجبن و الندالة من هؤلاء الارهابين الذي يعيثون في الارض فساداً لتحقيق اكبر قدر من الخسائر و الدمار و القتل للابرياء من ابناء هذا الشعب .
- ومرة اخري اناشد المسئولين في وزارة الداخلية – وانا اعلم مدي الضغوط الملقاة علي عاتقهم – بضرورة تدعيم ادارات المفرقعات بالكوادر المدربة على اعلى المستويات و زيادة اعداد السيارات الخاصة بالتشويش على ذبذبات الهواتف المحمولة التي تتسبب في تفجير العبوات الناسفة عن بعد...والتوسع في استخدام اجهزة الانسان الالي المخصصة للتعامل مع تلك المتفجرات " الروبوت" ... و من هنا فانني احذرايضاً من تزايد اعمال التفجيرات و إعداد العبوات الناسفة خلال الايام القادمة وصولاً إلي يوم 25 يناير القادم الذي سوف يحال اعداء الوطن إستغلاله لعرقلة مسيرة البناء و السلام و التنمية.
و كل عام والمصريين جميعاً بلا استثناء ولا تفرقة بخير و سلام

اللواء محسن الفحام

من حقنا .. أن نتمتع ببلادنا



إلي الأمان ... اللواء محسن الفحام 
قد يعتقد البعض ان ما سوف اتناوله في هذا اللقاء الاسبوعي مع حضراتكم يأتي خارج السياق الذي ندور حوله دائماًو هو الأمل في تحقيق الأمان الدائم و الشامل للوطن .. و هذا التصور قد يكون صحيحاً من الناحية الشكلية و لكنه من الناحية الموضوعية يرتبط ارتباطاً وثيقاً من حيث الهدف وهو تحقيق الامن النفسي و المعنوي للأنسان... فالامن هو الشعور بالسلام و الطمأنينة في المقام الأول و اذا لم يتحقق ذلك فاننا كاجهزة امنية نقوم بمواجهة من يتسبب في التأثير على هذا الشعور و نتكبد في سبيل ذلك الغالي و النفيس من ابناءنا الذين يستشهدون لتحقيق هذا الهدف لابناء وطنهم.
قمت مؤخراً بزيارة تعودت عليها كل عام لمسجد العارف بالله / ابو الحسن الشاذلي في اقصى نقطة على البحر الاحمر و قبيل حلايب و شلاتين و كما هي عادتي اراقب و اشاهد المتغيرات التي تحدث من العام لعام الذي يليه ، كما انني اتوجه إلي هذة المنطقة التي تسمى " حميثرة" و التي تحوطها سلسلة جبال تسمى " عيزاب " تطل من اعلاها على انوار المدينة المنورة اذا كان الجو صحواً وواضحاً..و بدأت رحلتي بالمرور على عدة مناطق تعتبر كل واحدة منها معلماً سياحياً متميزاً عن الأخر وتمثل نشاطاً سياحياً مختلف تماماً عن بعضه ..فهناك السياحة الدينية متمثلة في دير الأنبا بولا على مشارف مدينة العين السخنة و هو مكان تستطيع ان تقضي فيه يومك في العبادة و التأمل و التمتع بدفء الجو...ثم تتحرك في طريقك للغردقة حيث السياحة الترفيهية المتمثلة في القرى السياحية و المنتجعات المتطوره التي تطل على ساحل البحر الاحمر والتي من المفترض ان تمتلئ طوال العام بالباحثين عن الهدوء و الاستمتاع بالشمس الساطعة التي تطل على تلك المناطق..و بجوارها تمارس السياحة الرياضية متمثلة في ممارسة رياضة الغوص و الصيد و التي يمارسها الاجانب من مختلف الجنسيات ومن ابرزهم الايطاليين و الألمان ..ثم نتحرك في طريقنا لهدفنا حيث نمر على مدينة سفاجا و فيها بعض المنتجعات التي تحتوى على العديد من الاماكن التي حبانا بها الله و التي بها أرض طينية طبيعية تساعد في علاج العديد من الامراض الجلدية المستعصية من اهمها الصدفية و البهاق...ثم نصل إلي مدينة مرسى علم حيث نجد مجموعة من الفنادق و القرى السياحية الفاخرة التي من المفترض ايضاً ان تجتذب الالاف من السائحين الاجانب و المصريين طوال العام ... إلي ان نصل إلي ذلك الوادي المحاط بالجبال من كل ناحية في مشهد مهيب تحوطه شمس الغروب و شمس الشروق بجلال و اكبار و الذي يضم المسجد و الضريح الخاص بهذا القطب الاسلامي ابا الحسن الشاذلي و الذي يفد إليه في ذكرى وفاته الالاف من الاجانب ذوي الاصول العربية من دول المغرب العربي للاحتفال بهذة الذكرى لانه اصلاً من اصول مغاربية يوم وقفة عيد الاضحي حيث انتقل إلي جوار ربه و هو في طريقه لاداء فريضة الحج في تلك المنطقة القريبة من المدينة المنورة كما سبق ان ذكرت.
اذن ففي عدة ساعات رأينا عدة انواع من السياحات لا تتوافر لاي دولة في العالم ترفيهية و رياضية و علاجية و دينية .. فماذا فعلنا لتفعيل تنشيطها داخلياً و خارجياً ..ناهيك عن أن الامن في تلك الاماكن متحقق على كافة المستويات سواء من خلال اجهزة الشرطة او شركات الامن الخاص و فوق كل ذلك الامن الألهي الذي يفيض به الله عليها..
لسنا أقل من دبي التي تعمل طوال العام على جذب السائحين حتي في أشد فصول العام حرارة حيث تقوم بتخفيض اسعار تذاكر الطيران و الفنادق و تتفنن في اساليب اجتذابهم اليها تارة من خلال شهر للتسوق و اخر لمهرجان السينما و ثالث لرأس السنة و هكذا طوال العام و اعتقد ان تلك المناطق مهيأة تماماً لذلك... و لسنا اقل من الاردن التي تعتبر البحر الميت احد المصادر الرئيسية للعلاج من الامراض الجلدية و الروماتيزمية و التي يفد إليها الالاف من المرضى للتدواى هناك ... كيف لانستفيد من تلك الاعداد الهائلة التي تفد لتلك المنطقة لحضور ذكرى وفاة هذا العارف بالله من خلال توفير وسائل معيشية و لو على اشكال مؤقتة خلال فترة الاحتفال بدلاً من انتشارهم في الشوارع و الطرقات بدون مأوى او مخيمات يقيمون بها...و ان نوفر لهم المشروبات و الاطعمة و كذلك وسائل المواصلات المحترمة التي تنقلهم من المطارات القريبة للضريح و المسجد هما مطاري الغردقة ومرسى علم بدلاً من تركهم فريسة للمستغلين و المتاجريين بذلك من خلال وسائل مواصلات متهالكة تؤدي إلي إرهاقهم و معاناتهم حتى يصلوا إلي هذا الوادي.
انني على يقين ان المسئولين عن السياحة على علم كامل بكل ما ذكرته عن تلك المناطق الموجودة في محافظة واحدة من محافظات مصر و هي البحر الأحمر و لكن ماذا فعل هؤلاء لاستغلال هذا الكنز الألهي الذي وهبة الله لنا ليكون احد اهم مصادر الدخل القومي للبلاد . لابد من حلول غير تقليدية للجذب السياحي لتلك المناطق بدلاً من المهاترات و المؤتمرات التي لا طائل منها سوى اضاعة الوقت و الجهد ..تعلموا من الاخرين و هذا ليس عيباً ...استفيدوا من خبرة دول أحدث منا في المجال السياحي و هذا ليس انتقاص من شأننا.
اما نحن المصريين و نحن على مشارف اجازة نصف العام فانني ادعوكم لزيارة تلك المناطق مع ابناءكم فهي رحلات للمتعة النفسية و الروحية و الجسدية..و هي رحلات للصفاء مع النفس و التأمل في ملكوت الله.. هي رحلات تشعرك بعظمة الوطن الذي نعيش فيه و بحب الله له ان حبانا به... نعم انه من حقنا ان نتمتع ببلادنا .


اللواء محسن الفحام 

الخميس، 21 أغسطس 2014

اللواء محسن الفحام يكتب : نحن بشر … نخطىء ونصيب

شاءت الاقدار ان احضر جانباً من الجلسات الاخيره لمحاكمة القرن المتهم فيها الرئيس الاسبق / حسنى مبارك ونجليه ووزير داخليته وبعض مساعديه .. ولعل المصادفه هى التى قادتنى لذلك الا اننى لست نادماً على هذا الحضور بالعكس فقد كنت شغوفاً ان اعرف ماذا يدور فى كواليس تلك المحاكمة التى شارفت على الانتهاء .
وبرغم ما قد اتعرض اليه من انتقادات على تناولى لهذا الموضوع الا اننى لا اخفى عليكم مدى سعادتى لرؤيتهم جميعاً حيث كانوا رؤساء لى فى مرحلة معينة من تاريخ حياتى الوظيفية ، وتوجهت ومعى بعض الصحفيين والاعلاميين والعديد من الحضور لمصافحتهم والاطمئنان عليهم .
وانا هنا لن اتناول المناقشات والمرافعات القانونية التى اثيرت فى المحاكمة ، فهذا موضوع متروك للقضاء ولعدالة السماء ، بل سوف اتعرض للحالة النفسية التى رأيت فيها هؤلاء الرجال وهم ينتظرون الحكم عليهم سواء بالأدانه او البراءه .
كان اول ما لفت نظرى قبل الدخول الى قاعة المحاكمة ثباتهم وثقتهم بالله وقناعتهم بالبراءة ، وقد بادرنى احدهم بسؤالى هل ابنائنا من الضباط ومن المصريين الشرفاء ومن شباب الثورة الحقيقيين ما زالوا يعتقدون اننا قتلنا من شارك فى ثورة 25 يناير ، بعدما سمعوا شهادتنا امام العالم والتاريخ … لا والله لم نفعل ذلك ابداً ، بل لا يمكن ان نفكر فيه اصلا ,,, ورأيت الدموع فى أعين احدهم وهو ينفى ذلك عن نفسه .
ثم دلفت الى قاعة المحكمة حيث وجدت رئيسها رجل فى منتهى الوقار والهدوء والصفاء الذهنى يتعامل معهم باحترام واضح علماً بانه سوف يصدر عليهم قريباً احكاماً بالأدانه او البراءه … المهم هنا هو الاحترام والسعى لاظهار الحقيقة امام العالم اجمع … ووقفت اقارن بين هؤلاء المتهمين ومن بينهم رئيساً للدولة استمر يحكمها ما يقارب من ثلاثون عاماً وكان قبلها نائباً لرئيس الجمهورية وقائداً للقوات الجوية . حيث كان الجميع يقف بتقدير واحترام للمستشار الجليل رئيس المحكمة عندما كان ينادى عليهم وهم فى قفص الاتهام  بعبارة ( موجود يا افندم ) وبين رئيس استمر حكمه عاماً واحداً بانتخابات اثير حولها الكثير من الشكوك والجدل يقول لرئيس محكمته ( انت مين يا عم انتا … انا رئيس مصر … انتا مين بقي ) وكذلك بين اخرون من نفس الجماعة المحظورة يديرون ظهورهم لهيئة المحكمة معبرين عن عدم اكتراثهم بها .
اعود مره اخرى الى قاعة المحكمه ، هدوء بين الحاضرين ، احترام بين المتهمين ، لم يلقى احدهم تهمته على الاخر سعياً وراء برائته ، ثقة فى النفس وهم يعرضون احداث يناير 2011 ودور كل منهم فى التعامل معها ، وكان القاسم المشترك بينهم فى جميع اقوالهم انهم ابداً لم يصدروا تعليمات لقتل المتظاهرين وهو ما شهد به جميع شهود هذه القضية وبأن ما حدث فى البلاد اعتباراً من 28 يناير 2011 كان اختطافاً لثورة الشرفاء من ابناء هذا الشعب . وكان اهم ما استوقفنى تلك الدموع التى كانت تتساقط من اعينهم وهم يدافعون عن انفسهم حيث لم يكن هدفهم اظهار برائتهم بقدر ما كان الهدف هو الاثبات للشعب والتاريخ انهم لم يقتلوا او يشاركوا فى قتل ابناء وطنهم وهم الذين كانوا يوم ما سبب من اسباب استتدباب الامن والسلام لهم ، وهو امر للأسف ليس من السهل تحقيقه خاصة وان العديد من الاعلاميين الذين لهم اهداف معروفة نجحوا فى رسم صورة ذهنيه سيئة لهم بل وما زالوا يدفعون الرأى العام حتى الان فى هذا الاتجاه ، برغم ان الجميع قد اصبح متأكداً من كان وراء ما حدث فى اعقاب ثورة يناير 2011 .
كما استلفت نظرى ان هناك بعض الصحفيين والاعلاميين والحاضرين تساقطت دموعهم رغماً عنهم تعاطفاً مع من رأوهم يوم ما يساهمون فى امن وطنهم ومع رجلاً حكم البلاد ثلاث عقود واقترب من نهاية رحلة حياته وهو يبكى ليس ضعفاً او خوفاً ولكن حزناً من الجحود والنكران ومحاولة تشويه صورته وتاريخه ، برغم من انه اعترف امام العالم اجمع فى كلمته التى اعترض عليها من اعترض وانتقدها من انتقد ( انه بشر يخطىء ويصيب ) وانه سوف يتقبل حكم القضاء مهما كان ، ولكنه يرفض التشكيك فى حبه لوطنه وفى شرفه العسكرى .
وعند انتهاء الجلسه خرج الجميع منها بهدوء وسكون وتوجه الاعلاميين لرؤية الرئيس الاسبق بعد الانتهاء من كلمته وهو يستعد للعودة الى محبسه وكذلك نجليه ووزير الداخلية الاسبق ، ثم المساعدين الذين رفضوا التحرك الا بعد الاطمئنان على الرئيس الذى كان يعانى من حالة احباط واعياء شديد .. وكان المساعدين فى حالة نفسيه راضيه بعدما اعطت لهم المحكمة الفرصة للدفاع عن انفسهم امام الرأى العام ، ولم تهتز ثقتهم فى انفسهم وكانوا على قناعة ان الله سيجرى حكمه العادل على لسان القاضى الجليل رئيس المحكمه .
لم اتطرق فيما عرضته كما ترون الى الجوانب القانونية فى المحاكمة ، فهذه لها اهلها ولكننى اردت ان اقترب من هؤلاء الذين يصفهم الرأى العام والقضاء بالمتهمين وما هو تأثير ذلك عليهم حيث وجدت قمة الايمان والثقة سواء فى الله او فى انفسهم او فى القضاء وهذه قيمة كبيرة اتمنى ان يتحلى بها ابناءنا من ضباط الشرطة الذين ما زالوا يقومون بواجبه تجاه وطنهم وهى ضرورة الثقة فى النفس ، وعدم الخوف او التردد اثناء تأديتهم لعملهم وواجبهم فالقادم قادم لا محاله فلنواجهه بكل ثبات وشجاعة لانهم يحملون رسالة الحياة الى ابناء هذا الوطن … رسالة الامن والامان … لا بد ان نحملها بكل قوة وجسارة حتى ولو كانت حياتنا ثمناً لها ، فهذا قدرنا منذ ان دخلنا محراب كلية الشرطة .
قد يرى البعض من المغيبين ان كلامى هذا قد يؤثر على سير العدالة ، فيا له من ساذج من يعتقد هذا الاعتقاد المتخلف ، ولكنها فيض مشاعر مازلت احملها لهؤلاء الرجال ومن الصعب ان اتجاهلها او انكرها برغم قناعتى ان هناك اخطاء قد حدثت وتجاوزات قد وقعت ولكننا كما قال الرئيس الاسبق / مبارك بشراً نخطىء ونصيب ولا جرم ان نحاسب على اخطائنا … فارجوا منكم ان تقدروا ذلك .

اللواء محسن الفحام

السبت، 26 يوليو 2014

اللواء محسن الفحام يكتب : فى ذكرى وفاته الثانية .. عمر سليمان … الذى لا تعرفه



بقلم : اللواء دكتور / محسن الفحام
تمضى الايام على وطننا الحبيب ما بين الاٌلام والامال ،ويمر عامين على وفاة / عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز المخابرات الاسبق فى 19/7/2012 وما زال صدى صوته يتردد فى آذاننا عندما اعلن عن تخلى الرئيس / حسنى مبارك عن منصبه فى بيان لم يستغرق دقيقتين ولكنه كان كافياً لوضع نهاية لنظام استمر ثلاثون عاماً بما له وما عليه وبداية مرحلة جديدة من تاريخ نضال هذا الوطن .
كان منذ نشأته مولعاً بدراسة الرياضيات واللغات الاجنبية وكان يجمع شباب العائلة ليشرح لهم ما يصعب عليهم فى هذه المواد وهذا سر اهتمامه بمواصلة الدراسة حتى بعد أن عمل فى المناصب القيادية بالقوات المسلحة حيث حصل على الماجستير فى العلوم السياسية وهو ما ساعدة كثيراً فى المباحثات والمفاوضات والمؤتمرات التى كان يحضرها فى معظم الدول الاوروبية بالاضافة الى الولايات المتحدة الامريكية ، وكان حافظاً للقرأن الكريم عن ظهر قلب ، ودائم التردد على المساجد لاداء معظم الفروض حتى وهو نائباً لرئيس الجمهورية ، واتذكر هنا أن طلب منه أحد أئمة المساجد الذى كان يؤدى فيه صلاة الجمعة ، وكنت معه ، تجديد المسجد عندما لمحه فيه وكان اول مرة يتردد علية فوافق على الفور على ان يكون ذلك بصفتة الشخصية وليست الوظيفية ودون ان يعلن عن ذلك .
كان حرب اليمن عام 1962 اول الحروب التى شارك فيها واستمر هناك ثمانية اشهر ثم شارك فى حرب 1967 وذاق مرارة الهزيمة وشارك فى حرب الاستنزاف وصولاً الى انتصار اكتوبر 1973 .
تلقى الرجل العديد من الصدمات الإنسانية  فى مشوار حياته حيث فقد والدته وشقيقته وشقيقه الذى كان يعتبره بمثابة الأبن والاخ والصديق وذلك على فترات متقاربة وكنت أراه رابط الجاش إلا عند وفاة شقيقه اللواء جمال سليمان وكان يقول عنه انه السند الذى لا يمكن أن اعوضه طوال حياتى حيث كان يكلفة بدراسة احوال اهل المنطقة التى شهدت فترة شبابهما وكان يقوم بتلبيتها دون ان يعلم هؤلاء انه وراء ذلك ، وكان اليتيم احد اهدافه حيث كان يرعى المئات منهم مستخدماً اسماء مختلفه حتى لا ينسب اليه الفضل فى ذلك , واتذكر انه عندما كان يقوم بزياره والدته كان يطلب من سائقه الوقوف بعيدا حتي لا يلفت الانظار , او يحدث ارتباكا بالمنطقه ويتوجه مترجلا اليها مصافحاً كل من يتعرف علية ببشاشة وتواضع واحترام .
بطبيعة الحال فانني لن اخوض في تفاصيل عمله او انجازاته بجهاز المخابرات العامة ولكنني سوف اكتفي بان اشير الي بعض المواقف التي سمعت عنها يوم ما او عايشتها بنفسي معه ، وهنا فاننى اعلم ان البعض قد ينتقد ما سوف اتناوله ويعتقد انها محاوله لتحسين صورته الا انني اجد لزاما علي ان يعلم هؤلاء المغيبون واللذين نجحت ابواق الكذب والخداع من التيارات المختلفه ومعظمها من المتأسلمين اللذين اصابهم الهلع عندما اعلن اعتزامه الترشح للرئاسه وقاموا باصدار قانون للعزل السياسي مفصلا عليه .. وكان رحمه الله يتندر علي ذلك بقوله (القانون مافيهوش زينب ) واقول لهؤلاء ان هذا الرجل كان قائدا مصريا عظيما تاثر بالهزيمه وصمم علي الانتصار وحققه مع ابطال القوات المسلحه عام 1973 ثم حارب من اجلها وقت السلم حروباً اشرس من تلك التي خاضها في الحرب لانه كان يقودها بمفرده في المحافل الدوليه ، تعرض للموت من اجل مصر .. تعرض للاغتيال من اجل مصر .. تعرض للجحود من ذوى النفوس المريضة ، اصابه الحزن والمرض من اجلها الي ان انتقل الي جوار ربه راضيا مرضيا باذن الله .
عندما وافق على الترشح للرئاسة كان ذلك نزولاً على رغبة ملايين المصريين الذين يعرفون القيمة الحقيقية لهذا الرجل ، وهنا اتذكر كيف كان المئات ينتظرونة امام منزله وامام المسجد الذى يصلى به يطالبونة بالترشح ، وبرغم ظروفة الصحية ومحاولات عائلتة الاكتفاء بما قدمه للوطن تقدم لخوض المعركة , وقدم مصلحة بلاده على اى هدف اخر ، حتى لو كان ثمن ذلك هو حياته نفسها ,
قال لى احد قيادات جهاز المخابرات العامة اننا نعلم جيداً حجم الانجازات التى تحققت فى عهد هذا الرجل وكم كنا فخورين بذلك داخلياً وعربياً ودولياً ، وكيف كان يأتى اليه الوزراء من مختلف التخصصات حتى الاقتصادية منها ليستطلعوا رأيه فى العديد من أمور اعمالهم ، وكيف كان يجمع القيادات الفلسطينية فى اسرع وقت لحل المشاكل التى تتعرض لها القضية الفلسطينية وكان الجميع يتقبل قرارته بشأنها ، وكيف كان يستقبل فى الخارج استقبال رؤساء الدول ، وكيف كان يتعامل مع المؤمرات التى تحاك ضد الوطن بكل حزم وحسم . هذا الرجل حقق لوطنه الكثير الا انه كان يأبى ان ينسب ذلك لنفسه وكان يقول لولا هذا الوطن الذى نشأنا فيه وما له من تاريخ وثقل وقوة ما كنا لنحقق ما حققناه ، ولكننا كقيادات لهذا الجهاز لا نستطيع ان نعلن عن تلك الانجازات لكونها تتعلق بالامن القومى المصرى الا اننى على يقين ان التاريخ يوم ما سوف ينصف هذا الرجل الذى ظلم حياً وميتاً.
وهنا اتذكر اخر لقاء جمعنى به قبل سفره الاخير الى ابو ظبى حيث تحدث باستفاضة على غير عادته كانه كان يودعنا … فى هذا اللقاء اعرب عن حزنه لما ألت اليه احوال البلاد والعباد وما تعرض له هو شخصياً من هجوم وتشكيك فى ولاءه للوطن ، وتسائل معى كيف يكون اهتمامه قاصراً على حماية النظام القائم وهو الذى كان من أكثر الرافضين لمبداً التوريث ، وتحدث معى عن طبيعة الشعب المصرى قائلاً بابتسامة صافية ( هذا الشعب ليس له كتالوج ) فهو من اذكى الشعوب واقواها واطيبها عنيف عند غضبه متسامح عند رضائه ، اذا اراد تحقيق هدفاً لا بد ان يصل اليه ، كان  عاشقاً لهذا الشعب وكنت دائماً عندما تحتدم المناقشات فى المفاوضات الامنية او السياسية مع بعض الدول اقول لهم اننى موفد من قبل شعب لا يرحم من يسىء اليه او يظلمه ، ولا ينسى من وقف بجانبه او يدعمه .
تذكر فى هذا اللقاء المشير طنطاوى قائلا انه تحمل الكثير من اجل هذا الوطن خاصة فى مرحلة حكم المجلس العسكرى وما بعدها ، انه رجل مصرى حتى النخاع ، وهو وطنى بأمتياز .
وعن اللواء مراد موافى الذى خلفه فى رئاسة المخابرات قال عنه انه رجل من الجيل الذهبى لهذا الوطن ادى ما عليه بأمانة وتجرد ، وكان اميناً على وطنه حزيناً على ما وصل اليه هذا الوطن .
وعن الرئبس عبد الفتاح السيسى قال عنه انه عندما تولى رئاسة ادارة المخابرات الحربية توقع انه سيكون له شاناً كبيراً فى القوات المسلحة ، فهو يتمتع بثقة المشير طنطاوى الذى لا يعطيها الا لمن يستحقها ، ولديه قبول لدى كل من عمل معه ، وان الدولة فى حاجة لمثل هؤلاء الرجال المخلصين الذين لهم رؤية ثاقبة … الا ان القدر لم يمهل الراحل العظيم ليرى ما تنبأ به لهذا الرجل .
هذا غيض من فيض وفى جعبتنا الكثير ولكننى احترم رغبة العائلة فى ان تبقى سيرته وذكراه على نطاقها فقط ، بيد اننى رأيت ان الواجب يحتم على أن اتذكره واترحم عليه واتذكر مقولته لى ، ان ارضاء البشر غاية لا تدرك ، وأننى بذلت حياتى فداء لهذا الوطن …
…….. فى ذكرى وفاته الثانية اقول : رحمك الله ايها الفارس النبيل .

اللواء محسن الفحام يكتب : عن تفجيرات الاتحادية .. نعم هناك تقصير …. ولكن !!


الان وبعد ان تسابقت جميع وسائل الاعلام بمختلف توجهاتها والعديد من الخبراء والمتخصصين وغير المتخصصين فى تناول حادث تفجيرات قصر الاتحادية واستشهاد كل من العقيد / احمد امين عشماوى والمقدم / محمد احمد لطفى اثناء تعاملهما مع العبوات الناسفه التى تم وضعها بمحيط قصر الاتحادية . متهمين الشهيدين بالرعونة والتراخى .. ووزارة الداخلية بالتسيب وعدم الاهتمام والترهل الامنى .. أجد انه لزاماً على احد ابناء هذه الوزارة وتلك المنظومة ان اتناول هذا الموضوع بشىء من الموضوعية والتعقل والبحث عن كيفية عدم تكراره مستقبلاً . واعتقد ان ذلك هو هدف كل من يهمه هذا الوطن فى هذه المرحلة العصيبة .
لابد من الاشارة اولاً الى ان الشهيد / احمد امين عشماوى نجح فى تفكيك وابطال 79 عبوة ناسفة خلال الشهريين الماضيين . كما نجح الشهيد / محمد احمد لطفى فى ابطال 56 عبوة اخرى فى نفس تلك الفترة . ناهيك عن قيامهما بفحص المئات بل الالاف من البلاغات السلبية عن وجود متفجرات فى مواقع مختلفة مما سبب لهما ولزملائهما ارهاقا ذهنياً وبدنياً حيث يعملون فى ظروف عصيبة وعلى مدى اليوم دون كلل … الا انه من المعروف ان التعامل مع المواد المتفجرة والناسفة يحتاج الى ثبات انفعالى وهدوء اعصاب وتركيز شديد لان النتيجة المحتمة فى هذا التعامل اما ابطال العبوة واما الشهادة .
ان المعركة التى نحن بصددها هى معركة العبوات الناسفة والمواد المتفجرة حيث يتفنن المأجورين والخونة فى الاستعانة باعلى التقنيات العلمية لتحقيق اكبر قدر من الخسائر فى الارواح والممتلكات ، فاحياناً يتم التفجير عن بعد ، او من خلال عدة دوائر كهربائية فى ذات العبوة بحيث تنفجر عند اى اهتزاز او عند فصل دائرة من هذه الدائرة ، الى غير ذلك من الوسائل المتطورة وهو الامر الذى يجب ان يكون محل تطور موازي من قبل الاجهزة الامنية خاصة العاملين فى هذا المجال ، فالمؤشرات تقول ان القادم قد يكون اخطر واصعب من الحاضر فى هذا الاطار .
ان الوزارة لديها امكانات كبيرة من المعدات المتطورة للتعامل مع تلك المتفجرات منها مدافع المياة والانسان الالى والبدل المصفحة والبوتقات المصفحة بلاضافه الى اجهزة التفجير عن بعد … الا انه مع كثرة البلاغات الوهمية والشراك الخداعية اهمل بعض الضباط فى الاستعانة بتلك الاجهزة وذلك بغرض الاسراع فى عمليات الانتقال والفحص والتعامل لبث الطمأنينة فى نفوس المواطنين الابرياء وبالرغم من سمو تلك الغاية الا ان هذا الاهمال تسبب فى تلك المأساة وفقدان اثنين من اغلى رجال الشرطة … ومن هنا اننى اناشد الضباط العاملين فى هذا المجال بتوخى اعلى درجات الحيطة والحذر فى التعامل مع تلك البلاغات اياً ما كان درجة الشك فى عدم جديتها .
ان هناك العديد من الضباط الحاصلين على دورات متطورة على اعلى مستوى فى مجال التعامل مع المفرقعات قد تم نقلهم الى مواقع اخرى او الى محافظات اقل تعرضاً لمثل هذه العمليات الخسيسة وهو الامر الذى اجهض هذا القطاع من بعض كوادرة وهو ما يجب ان يتم تداركه فى اسرع وقت دون النظر الى الفترات البينية التى يجب ان يقضيها الضابط المتخصص فى هذا المجال فى محافظات او قطاعات اخرى . كما لوحظ وجود تقليص فى الدورات المتخصصة فى هذا المجال خلال الفترة السابقة والاكتفاء بالدورات المحلية ، وقد يكون ذلك مرجعه الى اهتمام الوزارة بتكثيف التواجد الامنى للضباط العاملين فى هذا المجال خلال هذه المرحلة الحساسة التى تمر بها البلاد .. وفى هذا الصدد اذكر اننى شخصياً حصلت على دورة فى مجال التعامل مع المتفجرات بالولايات المتحدة الامريكية استمرت لمدة شهريين كامليين وكان معى مجموعة من خيرة ضباط الشرطة النابهيين فى هذا المجال واتمنى من مسؤولي الوزارة الاستعانة بهم فى هذا الوقت العصيب اذا كان قد تم نقلهم الى مواقع او محافظات اخرى .
اناشد الاعلام بعدم تناول هذا الحادث بمنظور سلبى محض . بل انه يجب الاشارة والاشادة بالانجازات التى يحققها ضباط المفرقعات الذين يتعرضون عند فحص كل بلاغ للأستشهاد ، وانه لابد من اعادة النظر فى التناول الاعلامى لهذا الموضوع بالذات لان اهتزاز ثقة الضابط فى نفسه وهو يفحص اى بلاغ من هذا النوع قد يعرض حياته للخطر .. لابد من بث الثقة فى نفوسهم ومعاونتهم فى اداء عملهم فالاعلام وسيلة ورسالة ، والقادم اهم واخطر ، ولابد من ان نتكاتف معهم لمؤازرتهم وتشجيعهم على اداء عملهم .
لن اتناول ما حدث عند قصر الاتحادية بالتحليل او النقد فالواضح للجميع ان هناك قصور ورعونة فى التعامل مع هذا الحدث ، الا ان هناك اخطاء مشتركة بين العديد من الادارات التى تعاملت مع هذا الحدث سواء بالنسبة للأهتمام بالمعلومات المسبقة ، او التامين والتمشيط والاشتباهات فى المترددين على تلك المنطقة فى اوقات متأخرة من الليل .. الى اخره من الاجراءات التى كان من الواجب اتخاذها وعدم تحميل ذلك على الشهيديين فقط … وانما اجد انه من واجبى وواجب كل مصرى غيور على وطنه ان يشد على يد كل ضابط شرطة يعمل فى هذا المجال ، وادعوا هؤلاء الرجال الا يفقدوا الثقة فى الله وفى انفسهم وفى قيادتهم وان يعلموا ان هناك اهدافاً اخرى اكبر واخطر من نتائج تلك العمليات الخسيسة لعل اهمها احداث وقيعة داخل اسرة جهاز الشرطة وفقدان الثقة بين افرادها وزرع الخوف بين ابناء هذا الجهاز العتيد وهو لن يتحقق بأذن الله ……. واخيرا ادعوا الله ان يحفظ البلاد والعباد من اعداء الخير والسلام.

اللواء محسن الفحام يكتب : أبدا… لن تنكسر المرأة المصرية


بقلم- اللواء دكتور محسن الفحام:
انهم يحاولون اخماد صوت المرأة المصرية وتخويفها لابعادها عن الساحة السياسية  في مصر ، بعدما اكدت انها كانت وما تزال تمثل ظهيرا شعبيا مؤثرا اطاح بنظاميين حاكمين ، واتي بالابن البار بها الرئيس / عبد الفتاح السيسي قائدا للبلاد خلال تلك المرحلة العصيبة من تاريخ الامه … فهل سوف يتحقق لهم ذلك ؟
قبل ان نجيب علي هذا التساؤل دعونا نستعرض تاريخ نضال المرأة المصرية خلال التاريخية السابقة  للوطن … فها هي مسيره نسائية قوامها ثلاثمائة امرأة تخرج من منزل زعيم الامه سعد زغلول في 16/3/1919 للمطالبة بالاستقلال الوطني ، وحرية المرأة ، وتزايدت اعداد المتظاهرات واستمرت عدة ايام سقط خلالها خمسة شهيدات حتي خضعت بريطانيا لمطالب الحركه الوطنية، وتم تشكيل اول حركه نسائية مصريه برئاسه السيدة / هدي شعراوي التى قامت بتكوين الاتحاد النسائي المصري كهيئة مستقلة تدافع من خلالها عن حقوق المرأة .
وتوالت نجاحات المرأه المصريه في خوض غمار العمل العام حتي قيام ثوره يوليو 1952 حيث اقر الدستور المصري الصادر عام 1956 مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في كل الحقوق والواجبات وكانت السيده / راويه عطيه اول مصريه تدخل البرلمان المصري عام 1957 والدكتوره حكمت ابو زيد اول وزيره للشئون الاجتماعيه عام 1963 ومنذ هذا التاريخ استمر اسناد العديد من المناصب السياسية والسيادية للمرأة وتقلدت الوظائف العليا في كافه ميادين الحياه
وجاءت ثورة يناير 2011 لتضيف المرأة المصرية لتاريخها المشرف مواقف بطوليه تجلت اثناء تواجدها فى الميادين المختلفة فى ارجاء الوطن واعتصمت فى تلك الميادين وشاهدها العالم كله الى ان سقط نظام مبارك ، ثم تواجدت فى ذات المواقع وبنفس العزيمة والاصرار حتى سقط نظام الاخوان برغم محاولة هذا النظام تقليص دورها فى المجتمع بصفة عامة حيث قاومت هذا الفكر المتخلف وكانت مقاومتها وقوداً اشعل حماس الشباب والرجال لاسقاط هذا النظام الى ان ظهر فارس هذا الزمان المشير/ عبد الفتاح السيسى وقرأ المشهد بكل ذكاء وفطنة ، وناشد المرأة فى كل مراحلها العمرية سواء كانت الام او الاخت او الابنه او الزوجة بضرورة ان تمارس دورها فى تحريك الوجدان الشعبى بالوقوف ضد طغيان الاخوان حتى سقطت قلاعهم فى ثورة يونيو 2013 ، ثم خرجت مرة اخرى لمواجهة ارهابهم بكل جسارة وقوة فى الرابع من يوليو، ثم فى الاستفتاء على الدستور ، واخيراً فى اختيار فارسها النبيل الذى اتت به بكل الثقة والاقتناع بانه ذلك الرجل الذى سوف يحقق لها وللوطن الامان والسلام والرخاء التى حرمت منه عقوداً طويلة .
ايتها المرأة المصرية الجسورة .. لن اتحدث عن جرائم التحرش التى تعرضتن لها طوال كفاحكن ضد الانظمة السابقة خاصة حكم الاخوان المسلمين ، ثم تلك الجريمة النكراء التى تعرضت لها ابنه من ابناء هذا الوطن خرجت للتعبير عن فرحتها باختيار رئيساً قوياً عادلاً يشعر بالامها ويحاول ان يحقق امالها .. فقد تبارت وسائل الاعلام المختلفة فى تناول تلك الجريمة من كافة جوانبها السلوكية والاخلاقية والمجتمعية من فئة ضالة فقدت ضميرها وانسانيتها ونخوتها .
إن ما يهمنى هنا هو التساؤل عما اذا كان ذلك سوف يأثر على عزيمة المرأة المصرية خلال تلك المرحلة الهامة من تاريخ البلاد .. ؟ .. الم تحاول عزيزى القارىء ان تستشف مما سبق عنمن له مصلحة فيما يحدث للوطن ؟ .. من له مصلحة فى تشويه الفرحة التى بدأت تتسلل الى ارواحنا بعد الاستحقاق الثانى من المرحلة الانتقالية وهى مرحلة انتخاب رئيساً للبلاد ؟ .. من له المصلحة ان يصدر للعالم الصورة بان التحرش قد تعدي مرحلة الظاهرة الى ان اصبح واقعاً فى المجتمع المصري يتم ممارسته فى كافة الميادين العامة ووسائل المواصلات بل واحياناً داخل الجامعات .
يجب الا ننظر الى التحرش على انه موضوع اجتماعى او أخلاقى يبعد كل البعد عن السياسة ولكنه من صميم علم السياسة لانه يتضمن حديثاً عن السلطة والتسلط والسيطرة والقمع من قبل الانظمة الحاكمة .
وقد نجح الرئيس / السيسى فى الوصول لهذه الحقيقة فقام بزيارة موفقة للضحية التى تعرضت مؤخراً لاعمال التحرش ، قام خلالها بإرسال رسالة طمأنه لها ولكل سيدات الوطن ، كما نجح فى تحقيق العديد من الاهداف السياسية والتى كان من اهمها اجهاض تلك المحاولات التى كانت تهدف الى الاساءة الى الواقع المصرى الجديد بعد اسقاط حكم الاخوان .
ومن هنا اقول .. ايها المتحرشون لن تنكسر ارادة المرأة المصرية مهما حاولتم .. سوف تستمر فى عطائها واداء رسالتها تجاه الوطن .. لن تستسلم لخطاب القهر والقمع والتخويف . اياً ما كانت الجهة التى تقف وراء ذلك .. وبرغم تزايد الامها نتيجة ما حدث الا انها ترفض الخضوع لتلك المخططات ولن تترك الساحة لمن يعبثون بمقدرات البلاد والعباد . حتى لو كانت النهاية شديدة الالام مثلما ما حدث لتلك السيدة الفاضلة مؤخراً ، الا ان المسيرات والاقلام والنداءات التى خرجت تندد بما حدث لها تشير الى عدم خضوع المرأة وعدم انكسارها حتى لو كانت سوف تدفع ثمناً باهظاُ من اجل كرامتها وحريتها التى لا تخالف الدين فى شىء ، وانما تخالف دعوات القمع والجهاله والتخلف .
سوف تكون الدولة بكل اجهزتها السيادية والتنفيذية وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى ظهيراً للمرأة فى المرحلة القادمة .. تقديراً وعرفاناً لها بالجميل .. سوف يتم تفعيل القوانين وانفاذها .. سوف تكون الاجهزة الامنية بالمرصاد لكل من تسول له نفسه تكرار تلك الجرائم بكل حزم وحسم .
ايتها المرأة المصرية  . يا رمز الوفاء والعطاء . استمرى فى عطاءك لوطنك .. استمرى فى تشجيعنا على استكمال المسيرة التى بدأت بإسقاط حكم الاخوان المسلمين .. استمرى فى دفعنا للعمل بلا كلل او ملل فى سبيل رفعة الوطن .. فالمستقبل يفتح أبوابه لنا .. لن تضيع حقوقك مرة اخرى مهما حاول المتربصون والمتحرشون …..
وابداً لن تنكسر المرأة المصرية
                                                                                                                          اللواء محسن الفحام

اللواء محسن الفحام يكتب : نحو عهد جديد في العلاقة بين الشرطة والشعب


الآن وبعد أن استقرت الأوضاع إلى حد كبير في البلاد وبعد أن اختار الشعب بمحض إرادته الحرة قائده المخلص خلال المرحلة القادمة أصبح لزاما علينا أن نتعرض للعلاقة الطيبة التي ننشدها بين الشعب وجهاز الشرطة خلال المرحلة القادمة.
مما لاشك ان الفترة السابقة وما شهدتها من أحداث وعمليات إرهابية راح ضحيتها المئات من أبناء الشرطة الذين كانوا يدافعون عن أمن وسلامة وطنهم بأرواحهم ودمائهم أكسبت رجالها كل التقدير والاحترام والتعاطف من كافة كيانات المجتمع بكل أطيافه وتوجهاته.
وقد جاء اختيار المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد بردا وسلاما على جهاز الشرطة بالكامل حيث شعر الجميع أن مابذلوه من جهد وعطاء لم يذهب سدى لأن الشعب اختار الأمن والأمان أولا بعدما فقدوا هذا الإحساس الجميل طوال ثلاثة أعوام أعقبت ثورة 25 يناير.
ومن هذا المنطلق أصبح لزاما على طرفي معادلة الأمان وهما الشعب والشرطة أن يبرما معا اتفاقا وعهدا جديدا في العلاقة بينهما يقوم على الاحترام المتبادل والتعاون البناء لتحقيق أمن البلاد ورخاءها واستقرارها.
وفى هذا الإطار فإننا نرى ضرورة أن يلتزم كلا الطرفين ببعض النقاط الجوهرية التي تؤدي إلى بلوغ هذا الهدف وهو الأمن والسلام والرخاء والاستقرار.. وذلك على النحو التالي:
أولا: فيما يتعلق بجهاز الشرطة فإنه يجب ان يستمر في عطاؤه لهذا الشعب والوطن لانهما يستحقان منه ذلك؛ فرجل الأمن هو المحارب في مواجهة الخارجين عن القانون وهو القاضي في مواجهة المتخاصمين وهو الطبيب في إسعاف المصابين بمكان الحادث ومن ثم فإنه يجب عليه ان يتحلى بالقيم السلوكية والأخلاقية للعاملين بكافة هذه الوظائف لآن ذلك ولا شك سيكون عنصرا فعالا في تسابقية التصالح مع الغد ورسم صفحة جديدة لحياه المجتمع المصري في عهد قيادة سياسية واعدة بمستقبل مشرق.
ولعل من أهم تلك القيم سلامة العقيدة قولا وعملا من حيث التمسك بالعهد الذي قطعه على نفسه عند انضمامه لأسرة الشرطة في الوقوف مع المظلوم حتى يسترد حقه وضد الظالم بالقانون حتى يعدل عن ظلمه؛ فالقوة الراشدة العاقلة لا تنبع إلا من العقيدة القويمة السليمة.. ثم يأتي بعد ذلك ضرورة تحليه بالرفق والتواضع ولين الجانب والصدق والأمانة والحلم وتجنب الغضب والترفع عن السباب والتمسك بقيم العدل والرحمة والمروءة .
أما عن الصفات المهنية والوظيفية لرجل الأمن فإنني على يقين أن كل رجل من رجال هيئة الشرطة يعرف جيدا مهام وظيفته وكيفية القيام بها على خير وجه بل لقد زاد من هذه الصفات استعداده الدائم للاستشهاد في سبيل هذا الوطن فيكفي أنه يخرج نهارا او ليلا إلى عمله وهو لايعرف ما إذا كان سوف يعود لأسرته أم لا.
إلا أن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى بعض المحاور التي يجب الإشارة إليها في هذا المجال خاصة على ضوء المتغيرات التي يشهدها الشارع المصري حاليا. ومن أبرز تلك المحاور الارتقاء بالثقافة الأمنية لرجل الأمن بما يؤهله لرصد المتغيرات والتحديات الحالية والحرص على تحقيق صورة ذهنية مقبولة لدى رجل الشارع وضرورة العمل على مد جسور الثقة والتعاون معه ومع كافة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني مع التأكيد على حفظ كرامه المواطن واحترام حقوقه وآدميته فالنجاح الحقيقي لرجل الشرطة يكمن في ثقه القائمين به في أنفسهم ثم في نتائج تعاونهم مع باقي أطياف المجتمع الذي يعملون في إطاره لتحقيق أعلى درجات الأمن والسلام للجميع .
ثانيا: ثم يأتي بعد ذلك  دور الطرف الثاني في تلك المعاهدة وهو المواطن، وهنا يدور السؤال.. ما هو المطلوب من الشعب لمساعده رجل الأمن في أداء عمله؟ ولماذا يجب أن يكون هناك تعاونا مخلصا لنجاح هذا الدور؟.. تعالوا معاً نرى ماذا أفرزت لنا السنوات الثلاثة الماضية وما الذي أحدثته في الشارع المصري.. أعمال إرهابية متكررة راح ضحيتها مئات الضحايا من رجال الشرطة والمواطنين الأبرياء.. تزايد أعمال البلطجة وقطع الطرق والسرقات بالإكراه ليلا ونهارا.. انتشار أسلحة غير مرخصة بشكل لم يسبق له مثيل بكافه أشكاله وألوانه.. تزايد جرائم الإتجار بالمخدرات والدعارة , انتشار الباعة الجائلين بكل مايواكبها من أعمال عنف وبلطجة تؤثر سلبا على أمن وسلامه البلاد والعباد.. محاوله العبث بمعتقدات الشباب للتأثير عليهم بالشكل الذي يجعلهم رافضين لأي توجه سياسي أو أمني أو حتى اجتماعي أو ثقافي لمجرد الرفض دون أن يكون لديهم البُعد أو الوعي الكامل لأسباب هذا الرفض.. هذا قليل من كثير .. شهدته الساحة المصرية خلال الفترة السابقة.
وهنا يزداد الطلب الحاحاَ في ضرورة مسانده رجال الشرطة لتأدية واجبهم تجاه وطنهم وضرورة العمل على إمدادهم بالمعلومات المتعلقة بمن يحاولون العبث بمقدرات هذا الوطن واضعين في الاعتبار أن رجل الشرطة أصبح معرضا للاغتيال في أي وقت وأي مكان، وبالتالي فإن حمايته هي حمايه لي ولك، حماية لأبنائك وأسرتك، حماي’ للغد الذي نرجوه، للأمل الذي عاد إلينا باختيار المشير / عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد .
من المحتمل أن يكون هناك بعض التجاوزات الفردية لأفراد معدودة من العاملين بجهاز الشرطة قد يكون مرجعها الضغوط التي يتعرضون لها، أو الاستفزازات المتعمدة التي يحاول البعض القيام بها لإخراجهم عن شعورهم، فهو أولا وأخيرا إنسان يشعر ويتأثر وينفعل ويحزن ويفرح.. ونحن هنا أيضا لا نبحث عن أعذار لهؤلاء وإنما نطالب بمساعدتهم في أداء واجبهم الذي أقسموا بالله ألا يحيدوا عنه، أما إذا كان هناك تجاوزات مقصودة للبعض منهم فإنني لا أشك لحظه أن الأجهزة الرقابية بوزارة الداخلية لن تتوانى عن الفحص والتمحيص للوقوف على تلك التجاوزات وأسبابها لإعطاء كل ذي حق حقه.
كانت تلك بعض البنود الواجب توافرها في العلاقة بين الشرطة والشعب خلال المرحلة القادمة يضمنها ويحافظ عليها ضمير جميع العاملين بوزارة الدخلية وعلى رأسهم وزيرها الذي تعرض لمحاوله اغتيال باءت ”والحمد لله” بالفشل وظهر بعدها رابط الجأش يطمئن زملاؤه وابنائه العاملين بالوزارة أنه فداء للوطن وأن جميع العاملين معه في جهاز الشرطة فداء له أيا ماكانت التضحيات.. ومن الطرف الآخر فإن الضامن الثاني هو شعب مصر المخلص الوفي الذي ثار على الظلم والظلام بعدما شعر بالخطر الذي يحيط به وبمستقبله ومستقبل أبنائه.
بني وطني هيا بنا  نعبر معا تلك المرحلة الهامة والحساسة من تاريخ بلدنا ، هيا نمد أيدينا معا لنستنهض الهمم ونعمل جاهدين على العبور بالوطن إلى الأمن والاستقرار.. اعتقد أنه من حقنا جميعا بعدما رأينا ولمسنا سنوات من القلق والخوف والتوتر على مستقبل هذا الوطن وأبنائه أن ننعم بقدر من الشعور بالأمل والامن والسلام والاستقرار وياله من شعور.
                                                                                                                         اللواء محسن الفحام