الاثنين، 2 فبراير 2015

نحو تحقيق وحدة وطنية حقيقية في مصر




شهد الاسبوع الماضي ملحمة تاريخية تجسد الواقع الجديد الذي يعيشه الوطن بعد ثورة 30 يونيو 2013 .. ففي اليوم الثالث من هذا الشهر حضر الرئيس / عبد الفتاح السيسي احتفالية الازهر الشريف بالمولد النبوي و ناشد علماء الازهر بضرورة العمل على تغيير الخطاب الديني بما يتلاءم مع التطور في الافكار و المعتقدات التي بات يعتنقها الكثير من شبابنا ما بين التطرف و الإلحاد و يطالبهم بنشر الفكر الوسطي و القويم الذي قام الإسلام الصحيح على أساسه و انتشر بعد ذلك من خلال المبادئ التي أرساها و التي تدعو إلي الاعتدال و عدم اللجوء إلي التطرف او الغلو في الدين.... و بعد أربعة أيام و في اليوم السابع من نفس الشهر يشارك الاخوة المسحيين في عيد الميلاد المجيد في اول زيارة من نوعها إلي الكاتدرائية المرقسية في العباسية لتهنئة البابا و الاقباط بعيدهم السعيد... و كم كانت سعادتنا جميعاً بهذة اللفتة الكريمة من قائد يعرف جيداً أين تقوده خطواته بعد أن أصبح متمكناً من معظم أدواته لتوجيه دفة البلاد إلي بر السلام و الأمان.
ولقد كنت دائماً أشارك اصدقاتي الاقباط أعيادهم من خلال اتصالات تليفونية معهم عقب الانتهاء من صلواتهم و لم أكن اذهب إلي كنائسهم لمشاركتهم تلك الاحتفالات ..إلا ان هذا العام و بحكم كوني احد قيادات حزب حماة الوطن الذي يرأسه الفريق / جلال الهريدي مؤسس قوات الصاعقه شاركت في هذة الاحتفالات هذا العام...و لاأخفي عليكم انني كنت اعتقد ان تلك المشاركة سوف تكون روتينية و في إطار الدعاية الانتخابية للحزب فقمت بمفردي دون ضجيج إعلامي بالتوجه إلي إحدى الكنائس بمنطقة مصر الجديدة حيث شعرت بالحفاوة و المحبة التي تسود المكان من جميع الذين تقابلت معهم مسيحين و مسلمين و وجدتني اتنقل بكل سعادة و انبهار بهذا الالتفاف الشعبي الحقيقي البعيد عن تحقيق اي مكاسب إعلامية او دعائية بين عدد من الكنائس حتي وصلت إلي منطقة شبرا و كان خبر حضور الرئيس إلي مبني الكاتدرائية قد تم اعلانه على الحاضرين فسمعت و شاهدت دوي و هدير التصفيق و الترحيب و التأييد لهذا الرجل الذي وهبه الله نعمة القبول من ابناء هذا الشعب خاصة البسطاء منهم...حقاً كان دفء المشاعر اقوى بكثير من برودة الطقس في هذة الليلة الجميلة.
ومرة اخري كان لرجال الشرطة الاوفياء القول الفصل في ضرورة ان يحتفل الاخوة الاقباط باعيادهم في سلام و امان حتي ولوكان ذلك على حساب سلامتهم و امانهم الشخصي فهاهو الشهيد المساعد أول / عيد فهيم يونان و الشهيد الرقيب / محمد ابوزيد - ونلاحظ هنا أن الأول قبطي و الثاني مسلم - ، فرصاص الغدر و الخيانة لم يفرق بينهما ... بل سوف يجمعهما باذن الله في جنة الخلد ..كان الشهيدين مكلفين بحراسة كنيسة مارمرقس في المنيا حيث اغتالهما مجهولون كانوا على دراجة بخارية...و في اليوم التالي يستشهد الرائد / ضياء فتحي وهو يحاول ابطال مفعول عبوة ناسفة بمنطقة الطالبية بالجيزة كان تستهدف محطة وقود لإحداث أكبر قدر من الخسائر بين العباد....
- نعم كان الشرطة حاضرة برجالها و شهدائها لتأمين تلك الاحتفاليات و دفعت مقابل ذلك ثلاثة من أعلى رجالها ..هم حالياً احياء عند ربهم يرزقون و ذلك لكي ينعم اهلنا من الاقباط بتلك اللحظات السعيدة التي ينتظرونها كل عام .
- و برغم شعوري بالسعادة لفرحة الشعب الحقيقية هذا العام ...مسلمين بمولد رسولهم الكريم محمد صلي الله عليه و سلم...ومسيحين بعيد الميلاد لرسول السلام عيسى ابن مريم..إلا انني كنت حزيناً على هؤلاء الشهداء الابرار و استرجعت مقالاُ بتاريخ 2/7/2014 عن تفجيرات الاتحادية أشرت فيه ان المعركة القادمة سوف تكون مع العبوات الناسفة و سوف يتفنن الجبناء في تطويرها و اننا لابد ان نكثف الدورات التدريبية للضباط العاملين في هذا المجال بحيث تتواكب تلك التدريبات مع التطور النوعي في تصنيع تلك العبوات الناسفة...وضرورة توفير المعدات و اجهزة كشف و ابطال العبوات الناسفة عن بعد و الاستعانة بالخبرات الاجنبية المتميزة في هذا المجال من دول العالم المختلفة ..هذا بالاضافة إلي ضرورة مراجعة الاجهزة التي تم استيرادها مؤخراً للتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة حالياً للتعامل مع تلك المتفجرات ، و ذكرت ايضاً في هذا المقال أن المواجهة القادمة سوف تكون بين رجال الشرطة الشرفاء و بين العبوات الناسفة و الالغام و المتفجرات ..و هي مواجهة غير شريفة للأسف عنوانها الخسة و الجبن و الندالة من هؤلاء الارهابين الذي يعيثون في الارض فساداً لتحقيق اكبر قدر من الخسائر و الدمار و القتل للابرياء من ابناء هذا الشعب .
- ومرة اخري اناشد المسئولين في وزارة الداخلية – وانا اعلم مدي الضغوط الملقاة علي عاتقهم – بضرورة تدعيم ادارات المفرقعات بالكوادر المدربة على اعلى المستويات و زيادة اعداد السيارات الخاصة بالتشويش على ذبذبات الهواتف المحمولة التي تتسبب في تفجير العبوات الناسفة عن بعد...والتوسع في استخدام اجهزة الانسان الالي المخصصة للتعامل مع تلك المتفجرات " الروبوت" ... و من هنا فانني احذرايضاً من تزايد اعمال التفجيرات و إعداد العبوات الناسفة خلال الايام القادمة وصولاً إلي يوم 25 يناير القادم الذي سوف يحال اعداء الوطن إستغلاله لعرقلة مسيرة البناء و السلام و التنمية.
و كل عام والمصريين جميعاً بلا استثناء ولا تفرقة بخير و سلام

اللواء محسن الفحام

من حقنا .. أن نتمتع ببلادنا



إلي الأمان ... اللواء محسن الفحام 
قد يعتقد البعض ان ما سوف اتناوله في هذا اللقاء الاسبوعي مع حضراتكم يأتي خارج السياق الذي ندور حوله دائماًو هو الأمل في تحقيق الأمان الدائم و الشامل للوطن .. و هذا التصور قد يكون صحيحاً من الناحية الشكلية و لكنه من الناحية الموضوعية يرتبط ارتباطاً وثيقاً من حيث الهدف وهو تحقيق الامن النفسي و المعنوي للأنسان... فالامن هو الشعور بالسلام و الطمأنينة في المقام الأول و اذا لم يتحقق ذلك فاننا كاجهزة امنية نقوم بمواجهة من يتسبب في التأثير على هذا الشعور و نتكبد في سبيل ذلك الغالي و النفيس من ابناءنا الذين يستشهدون لتحقيق هذا الهدف لابناء وطنهم.
قمت مؤخراً بزيارة تعودت عليها كل عام لمسجد العارف بالله / ابو الحسن الشاذلي في اقصى نقطة على البحر الاحمر و قبيل حلايب و شلاتين و كما هي عادتي اراقب و اشاهد المتغيرات التي تحدث من العام لعام الذي يليه ، كما انني اتوجه إلي هذة المنطقة التي تسمى " حميثرة" و التي تحوطها سلسلة جبال تسمى " عيزاب " تطل من اعلاها على انوار المدينة المنورة اذا كان الجو صحواً وواضحاً..و بدأت رحلتي بالمرور على عدة مناطق تعتبر كل واحدة منها معلماً سياحياً متميزاً عن الأخر وتمثل نشاطاً سياحياً مختلف تماماً عن بعضه ..فهناك السياحة الدينية متمثلة في دير الأنبا بولا على مشارف مدينة العين السخنة و هو مكان تستطيع ان تقضي فيه يومك في العبادة و التأمل و التمتع بدفء الجو...ثم تتحرك في طريقك للغردقة حيث السياحة الترفيهية المتمثلة في القرى السياحية و المنتجعات المتطوره التي تطل على ساحل البحر الاحمر والتي من المفترض ان تمتلئ طوال العام بالباحثين عن الهدوء و الاستمتاع بالشمس الساطعة التي تطل على تلك المناطق..و بجوارها تمارس السياحة الرياضية متمثلة في ممارسة رياضة الغوص و الصيد و التي يمارسها الاجانب من مختلف الجنسيات ومن ابرزهم الايطاليين و الألمان ..ثم نتحرك في طريقنا لهدفنا حيث نمر على مدينة سفاجا و فيها بعض المنتجعات التي تحتوى على العديد من الاماكن التي حبانا بها الله و التي بها أرض طينية طبيعية تساعد في علاج العديد من الامراض الجلدية المستعصية من اهمها الصدفية و البهاق...ثم نصل إلي مدينة مرسى علم حيث نجد مجموعة من الفنادق و القرى السياحية الفاخرة التي من المفترض ايضاً ان تجتذب الالاف من السائحين الاجانب و المصريين طوال العام ... إلي ان نصل إلي ذلك الوادي المحاط بالجبال من كل ناحية في مشهد مهيب تحوطه شمس الغروب و شمس الشروق بجلال و اكبار و الذي يضم المسجد و الضريح الخاص بهذا القطب الاسلامي ابا الحسن الشاذلي و الذي يفد إليه في ذكرى وفاته الالاف من الاجانب ذوي الاصول العربية من دول المغرب العربي للاحتفال بهذة الذكرى لانه اصلاً من اصول مغاربية يوم وقفة عيد الاضحي حيث انتقل إلي جوار ربه و هو في طريقه لاداء فريضة الحج في تلك المنطقة القريبة من المدينة المنورة كما سبق ان ذكرت.
اذن ففي عدة ساعات رأينا عدة انواع من السياحات لا تتوافر لاي دولة في العالم ترفيهية و رياضية و علاجية و دينية .. فماذا فعلنا لتفعيل تنشيطها داخلياً و خارجياً ..ناهيك عن أن الامن في تلك الاماكن متحقق على كافة المستويات سواء من خلال اجهزة الشرطة او شركات الامن الخاص و فوق كل ذلك الامن الألهي الذي يفيض به الله عليها..
لسنا أقل من دبي التي تعمل طوال العام على جذب السائحين حتي في أشد فصول العام حرارة حيث تقوم بتخفيض اسعار تذاكر الطيران و الفنادق و تتفنن في اساليب اجتذابهم اليها تارة من خلال شهر للتسوق و اخر لمهرجان السينما و ثالث لرأس السنة و هكذا طوال العام و اعتقد ان تلك المناطق مهيأة تماماً لذلك... و لسنا اقل من الاردن التي تعتبر البحر الميت احد المصادر الرئيسية للعلاج من الامراض الجلدية و الروماتيزمية و التي يفد إليها الالاف من المرضى للتدواى هناك ... كيف لانستفيد من تلك الاعداد الهائلة التي تفد لتلك المنطقة لحضور ذكرى وفاة هذا العارف بالله من خلال توفير وسائل معيشية و لو على اشكال مؤقتة خلال فترة الاحتفال بدلاً من انتشارهم في الشوارع و الطرقات بدون مأوى او مخيمات يقيمون بها...و ان نوفر لهم المشروبات و الاطعمة و كذلك وسائل المواصلات المحترمة التي تنقلهم من المطارات القريبة للضريح و المسجد هما مطاري الغردقة ومرسى علم بدلاً من تركهم فريسة للمستغلين و المتاجريين بذلك من خلال وسائل مواصلات متهالكة تؤدي إلي إرهاقهم و معاناتهم حتى يصلوا إلي هذا الوادي.
انني على يقين ان المسئولين عن السياحة على علم كامل بكل ما ذكرته عن تلك المناطق الموجودة في محافظة واحدة من محافظات مصر و هي البحر الأحمر و لكن ماذا فعل هؤلاء لاستغلال هذا الكنز الألهي الذي وهبة الله لنا ليكون احد اهم مصادر الدخل القومي للبلاد . لابد من حلول غير تقليدية للجذب السياحي لتلك المناطق بدلاً من المهاترات و المؤتمرات التي لا طائل منها سوى اضاعة الوقت و الجهد ..تعلموا من الاخرين و هذا ليس عيباً ...استفيدوا من خبرة دول أحدث منا في المجال السياحي و هذا ليس انتقاص من شأننا.
اما نحن المصريين و نحن على مشارف اجازة نصف العام فانني ادعوكم لزيارة تلك المناطق مع ابناءكم فهي رحلات للمتعة النفسية و الروحية و الجسدية..و هي رحلات للصفاء مع النفس و التأمل في ملكوت الله.. هي رحلات تشعرك بعظمة الوطن الذي نعيش فيه و بحب الله له ان حبانا به... نعم انه من حقنا ان نتمتع ببلادنا .


اللواء محسن الفحام